المدونة |من الخوف إلى الامان
من الخوف إلى الامان
Feb 25 2024 12:05AM
|
0
|
989

 عندما نتراجع خلف جدران الخوف، نفقد الفرص والتحديات التي يمكن أن تجعلنا ننمو ونتعلم، لذا، يجب علينا تفهم مصدر هذه المشاعر وكيفية التغلب عليها

الخوف والخجل هما عوامل نفسية تلعب دورًا بارزًا في حياة الإنسان، يمكن تفسير الخوف على أنه رد فعل طبيعي يحدث في وجه المخاطر والمواقف غير المالوفة، أما الخجل، فهو شعور بعدم اليقين وعدم الراحة في مواقف اجتماعية.

 

إذا سمحنا للآخرين بالتحكم في حياتنا واتخاذ قراراتنا بدلاً منا، فإننا نضع أنفسنا في مواقف صعبة، يمكن أن تكون هذه السيطرة الخارجية مفيدة في بعض الحالات، ولكن عندما يصبح الفرد معتمدًا بشكل كبير على قرارات الآخرين، فإنه يفقد هويته وقيادته الشخصية.

لنأخذ مثال القيادة حيث يكون الخوف والخجل واضحين، إذا كنت تجلس في السيارة وشخص آخر يتحكم فيها ويتجاهل رغباتك واحتياجاتك، فستشعر بالإحباط وستفقد السيطرة على حياتك، هذا ينطبق أيضًا على أحداث الحياة اليومية، إذا سمحت للآخرين بتوجيه قراراتك وتحديد مسار حياتك، ستجد نفسك في تسلك مسارات ووجهات لا تشبهك ولم تكن بالاصل خيارك انت.

فحين نعيش لإرضاء الآخرين، نغفل غالبًا عن أهدافنا وأحلامنا الشخصية، مثلاً، شخص يتخلى عن حلمه في مجال معين لأن الآخرين يرون طريقًا مختلفًا له، سيجد نفسه في موقف لا يشعر فيه بالرضا والتحقيق الذاتي

او مثلا شخصًا خجولًا يمتلك فكرة عبقرية لمشروع تجاري، لكنه يخشى تقديمها أمام الحضور،  إذا أخفى هذه الفكرة بسبب الخجل ومنعه من التواصل والتفاعل مع الزملاء والمدراء، يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على فرص الترقية والنجاح المهني ويفقد فرصة لتحقيق نجاح كبير في حياته المهنية.

 

علاقة الخوف والخجل بالماضي

 

  الصدمات النفسية والاجتماعية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تكوين الخوف والخجل فالصدمات هي تجارب تؤثر على حياة الاشخاص بشكل كبير، وتشمل أنواعًا مختلفة من الصدمات النفسية والاجتماعية :

   الصدمات النفسية: التي  تشمل التجارب الشخصية مثل فقدان أحبائنا أو تعرضنا للعنف الجسدي أو النفسي.

   والصدمات الاجتماعية: تشمل التجارب الاجتماعية مثل التنمر، التمييز الاجتماعي، والانعزال الاجتماعي

   تؤدي الصدمات إلى تغييرات نفسية وعاطفية في الاشخاص ، مما يمكن أن يؤدي الى الاكتئاب، والقلق، واضطرابات النوم.

   تؤثر الصدمات أيضًا على التفكير والسلوك، حيث يمكن أن تزيد من مستويات الخوف والخجل.

   الصدمات النفسية والاجتماعية يمكن أن تكون مصدرًا للخجل، حيث تزيد من توتر الشخص  وتقلل من ثقته بذاته.

   بالاضافة للتجارب السلبية في الماضي مثل التنمر أو الانتقادات القاسية يمكن أن تؤدي إلى تكوين مشاعر الخجل.

 

   التعامل مع الصدمات يتطلب تفهمًا عميقًا لتأثيرها ومن ثم اتخاذ خطوات عملية للتعافي. عند مواجهة صدمة، من المهم:

 

أولاً، التعبير عن المشاعر يجب عدم كبت المشاعر، بل السماح لنفسك بالبكاء أو التحدث مع شخص تثق به حيال ما تمر به، هذا يمكن أن يخفف من الضغط العاطفي.

ثانيًا، البحث عن الدعم الدعم الاجتماعي مهم للغاية، البقاء محاطًا بالأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون مفيدًا جدًا. لا تتردد في طلب المساعدة وقبولها.

ثالثًا، البحث عن مساعدة متخصص في علاج الصدمات : في بعض الحالات، قد تحتاج إلى مساعدة من مختص نفسي، العلاج النفسي يمكن أن يساعد في فهم ومعالجة تأثير الصدمة على العقل والمشاعر.

رابعًا، العناية بالصحة الجسدية: النوم الجيد والتغذية الجيدة وممارسة الرياضة تلعب دورًا في تعزيز التشافي، العناية بالجسد تسهم في استقرار العقل.

خامسًا، التفكير الإيجابي: حاول تغيير النمط السلبي للتفكير والتركيز على الجوانب الإيجابية في الحياة والامتنان بوجودها، هذا يمكن أن يساعد في تحسين المزاج والتفكير المستقبلي.

 

من المهم  أن نفهم أن الصدمات والخجل هما جزء من تجربتنا الارضية، ومع الدعم والعلاج المناسبين، يمكننا التغلب على تأثيرهما والوصول لمشاعر الامان لتحسين جودة حياتنا، حيث يُظهر لنا مسار التشافي من الصدمات والتغلب على مشاعر الخجل أن تحرير الذات من إرضاء الآخرين هو الخطوة الأساسية لاكتشاف الخيارات المتاحة لنا وتحقيق النجاح الشخصي والمهني.

هذه الرحلة تحتاج إلى شجاعة كبيرة لمواجهة تحديات الحياة والتغلب عليها برأس مرفوع، وتتطلب تفاؤلًا قويًا للنظر إلى المستقبل بثقة وأمل، إنها رحلة تستحق الوقت والجهد، بتحريرنا لأنفسنا من قيود إرضاء الآخرين، نستعيد حريتنا ونبني مستقبلنا بأنفسنا.

تذكر دائمًا أهمية التفكير الإيجابي وتعزيز الثقة بالنفس، حيث يلعبان دورًا حاسمًا في تحقيق التشافي والنجاح، نحن القادة في حياتنا، واختيارنا للمسار الذي نريد هو خيار حر من دون تأثير الآخرين.

في النهاية، تعلمنا أن التشافي من الصدمات ليس مجرد تجربة عاطفية وعقلية، بل هو أيضًا رحلة روحية، مستمرة بالتفكير الحكيم والنمو الشخصي، نستطيع قيادة حياتنا نحو النجاح وتحقيق الرضا والسعادة.

شارك

التعليقات

الاقسام
الحياة / العمل
(3)
نصائح
(2)